ورد في كتاب (أبلة حظيرة) في صفحة الوفيات، أنّ هناك زوجةً هنديّة اخترعت النكد عام 46795 ق.م.ر (قبل ميلاد الرجل).
هذه المرأة العبقريّة هي أوّل من وضع نظام (اربطيه بالعيال) ونظام (نفّضي جيوبه) ونظام (اتش اس اعّ) وهو يختصّ بحالة الطوارئ، التي يجيء فيها للزوجة ضرّة (ينطقها الزوج المغفّل: درّة).
وفيما يلي ملخّص لبعض ما ورد في كتابها الخالد "فنّ النكد، لكلّ من أرادت السيطرة على زوجها للأبد":
تقول المؤلّفة في الفصل الأوّل "كيف تنكّدين على زوجك في الصباح":
سيّدتي.. إنّه لمّما يستفزّ زوجك جدّا ويجعله يتيه في جحيم الشياطين، هو أن تتفنّني في إقلاق نومه، خاصّة يوم الإجازة.
وإليك بعض النصائح الهامّة في هذا الصدد:
1- حاولي الغناء بصوت مرتفع (شجيّ) داخل غرفة نومه، وأنت تنفضين الغبار عن قطع الأثاث بضجّة رائعة.. (الأفضل أن تتغنّي بالأغنية الشهيرة: بطلوا ده واسمعو ده.. الغراب يا وقعة سودة جوزوه أحلى يمامة!!!!).
2- افتحي النوافذ بحجّة تهوية الغرفة، ودعي ضوء الشمس يشاكس وجهه.
3- إذا أصرّ زوجك بعد هذا على النوم، وكان لا يزال يتمتّع ببرود أعصابه رغم كلّ ذلك، فجرّبي الآتي: يجب أن تحتفظي في المنزل بصندوق زجاجيّ تربّين فيه بعض الذباب المدرّب على الغتاتة، بحيث تطلقينه في غرفة نوم زوجك في هذه اللحظات الحرجة!
4- إذا لم يؤثّر عليه الذباب أو لو يكترث به، فلا ضير من تعبيق جوّ الغرفة بسُحبٍ من مبيد حشريّ كريه الرائحة، بحجّة القضاء على الذباب!
5- إذا لم يُبْدِ زوجك يا سيّدتي أيّ تأثّر بعد كلّ ذلك، فثقي أنّه واحد من اثنين: إمّا مغمى عليه.. أو ميّت!!
ويقدّم لك الفصل الثاني "النكد التلفزيونيّ"، النصائح التالية إذا جلستما معا تشاهدان التلفاز:
1- أبدي تعليقا على كلّ مشهد.. مجّدي كلّ موقفٍ رديء، وأطري مواقف العنف والجريمة.
2- إذا كنتما تتابعان مشهد زوج يحاول استرضاء زوجته، فأكّدي باستمرار وبتأفّف أنّ كلّ الأزواج خونة خدّاعون.. وإذا بدأت الزوجة تلين لكلام زوجها، فأكّدي أنّها غبيّة لأنّها استمرأت كلام هذا البغل (حافظي على نصّ هذه الكلمة بالذات، فلها مفعول سحريّ)!!
3- إذا كنتما تتابعان مشهدا تخون فيه الزوجة زوجها، فأثني ثناءً عظيما على الزوجة، وأكّدي أنّ زوجها الـ (بغل) هو الذي دفعها لذلك بفعله كذا وكذا....
1- إذا كان زوجك يتابع مباراةً أو برنامجا يحبّه، فأصرّي على تحويل القناة أو إغلاق التلفاز، واصطنعي مشاجرةً تضيّع عليه البرنامج.. وإذا لم يستجب للشجار، فحاولي أن تناقشيه في أيّ موضوع تافه، واحرصي على أن تقفي دائما في المسافة بينه وبين التلفاز.
وينتقل بنا الفصل الثالث "النكد في كلّ وقت" إلى نصائح هامّة، للتنكيد على الزوج في أيّ وقت من أوقات النهار:
1- إذا أراد زوجك أن يحدّثك في أيّ موضوع، فتشاغلي عنه بأعمال البيت، ولا تعيري له أذنا ولا تردّي عليه، أو اسأليه بين كلّ فترة وأخرى عن موضع شيء ما لا تجدينه.
2- وإذا أراد أن يناقش معك وجهة نظر ما، فأظهري له ذكاءك دوما، بإكمال كلّ جملة يقولها بما تتوقّعين أنّه سيقوله، دون أن تتركي له الفرصة لإكمال جملة مفيدة واحدة.. وتأكّدي أنّ فهمك له سيسّره إلى ألعن درجة!!
3- حينما يتأخّر عن البيت ويحاول أن يبديَ أعذارا، فلا تدعيه يكمل عذرا منها، بل قاطعيه باستمرار بعبارات تؤكّد أنّك تتفهّمين هذه الأسباب، مدعّمة وجهة نظرك بنظرات مستريبة، وبملامح لا تسرّ.
4- إذا كنتما على موعد، فتلكّئي طويلا في وضع ثيابك وزينتك، وعطّليه قدر ما تستطيعين.
5- حاولى دائما تجاهل مميّزاته، وقابلي إنجازاته بفتور مع مطّ شفتيك في استهتار.
6- ركّزي دائما على تذكيره بعيوبه وبأخطائه في حقّك، مؤكّدة أنّ ذلك من ميلة بختك.
7- إذا أحضر لك هديّة، فمصمصي شفتيك كناية عن المعنى (ياما جاب الغراب لأمّه)، مع المقارنة بينه وبين أزواج صديقاتك المرفّهين، وما يحضرونه لهنّ من هدايا.
8- ذمّي كلّ أصدقائه، وأبدي الشكّ فيهم وفي وفائهم لزوجاتهم.. فإذا لم يفلح هذا في قطع علاقته بهم، فابدئي مقارنة عيوبه بمميّزاتهم، فهذا سيضمن لك قطع علاقته بهم نهائيّا، وبذلك لا يجد مفرّا من المكوث في المنزل بعد وقت العمل، للحصول على جرعة النكد اليوميّة كاملة.
وبعد يا سيّدتي.. لم يتبقّ لنا سوى الفصل الأخير، وهو بعنوان: "حياة الزوجة المطلّقة"، وتتحدّث فيه المؤلّفة باقتدار عن كيفيّة مطالبة الزوجة ـ سابقا ـ بحقوقها في المحاكم، وكيفيّة الاستفادة من القوانين الجديدة التي وضعت لإراحة المرأة وإسعادها!
وهكذا ترين كيف استطاعت هذه المؤلّفة العبقريّة أن ترسم لكنّ طريق الحرّيّة، بالتخلّص من الأزواج المتخلّفين الأوغاد.
نفعكنّ الله بهذه النصائح..