بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين وعلى النبي الكريم سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ومن سار على دربهم وإتبع هداهم إلى يوم الدين أما بعد :
أحببت أن يكون الموضوع اليوم عن شئ في غاية الأهمية لا يعيره الشباب والبنات أي أهمية , وهذا الموضوع الذي أسأل الله فيه الأجر والثواب ولكل من إتبع علمه هو عن الحياة التي تتلو حياة الدنيا , حياة الرهف والرفه والفراهية وحياة الترف , حياة الحساب التي يكون بدأها في القبر , فإما يكون نعيم في ذلك وإما أن يكون ....عذاب شديد
يتجه بعض الشباب اليوم إلى المعاصي بدون أي مبالة وبدون أي تفكير عن هذا الأمر الخطير جدا وهو سؤال القبر...أخي الكريم أختي الكريمة هل أنتم مستعدون لحياة البرزخ التي تلي الحياة الدنيا ؟ هل أبليتم بلاء حسنا في دار الإبتلاء ؟ هل أعددت نفسك يا أخي أم تراك تلهو وتلعب وراء البنات ولا تبالي ؟ هل أعددتي نفسك يا أختي أم تراكي ماشية وراء أفكار الغرب ومعجبة بهم وكاشفة لشعرك ؟ هل أعددتم العدة ؟ ...إخواني عندما يسمع بعض الناس هذا الكلام عن القبر يخافون ولكنه للأسف خوف يسمى (( خوف النساء )) أي تدمع العين لحظات ثم يرجع الشخص على حالته كأن شيئا لم يحدث , إن كنت من هذا النوع فاستغفر ربك فإن عذاب ربك لشديد ...ولا تكن كالذي يسمع الكلام عن القبر ويقول : أعوذ بالله....ولا يفعل شيئا
يقول الإمام الغزالي رحمه الله قولا جميل يقول : إن مثل من يقول إذا ذكر حديث القبر بالقول أعوذ بالله ولا يفعل شيئا , فمثله كمثل رجل في صحراء يركض وراءه سبع , فإذا بذاك الرجل يفر من السبع حتى يصل إلى قلعة منيعة فيقول : أعوذ بقوة وضخامة هذه القلعة من ذاك السبع...وهو ساكن في مكانه لا يفعل شئ
إخواني وأخواتي....الحياة قصيرة جدا ....ليست طويلة وإن طالت ...فإنك عند الحساب لن تشعر بهذا الطول بل سيكون كأنه مر من حياتك يوم أو يومين من شدة الأهوال التي سوف تراها في ذاك اليوم ...يقول الله سبحانه وتعالى في خطابه للكفار وللفجرة وللمنحرفين عن المنهج في إستفهام إنكاري لهم عن مدة مكثهم في الأرض يقول سبحانه وتعالى :
(( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فأسأل العادين * قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون * أفحسبتم أنا خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ))
هل تحسب يا أخي أنك لن ترجع إلى الله ؟ هل تحسب أن الله غافل عما تعمل ؟ هل تستحق الحياة الدنيا أن تزني فيها أو أن تسرق أو أن ترتكب الفواحش في سبيل العذاب الشديد ؟ أم هل تحسب أن الله خلقك من عبث وأنك إليه لا ترجع ؟ هل تراكمت الذنوب على قلبك ؟ إحذر يا أخي ...إحذري يا أختي لا تكونوا كأصحاب الكتاب الذين طال على قلوبهم الأمد ...فوصلت إلى القسوة .....فلا خشوع فيها ولا هم يفلحون....يقول الله سبحانه وتعالى :
(( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق * ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وأكثرهم فاسقون ))
وكما ذكرنا فإن الحياة بعد الدنيا ستكون في البرزخ وعذاب القبر هو عذاب البرزخ ...سواء كان ذاك الميت مدفون أو مصلوب أو تفتت إلى أوصال سيصله عذاب القبر أينما كان , وعذاب القبر له أصوات يسمعها كل حي إلا الثقلان الإنس والجن ....ثبت ذلك في هذا الحديث :