إذا
كان تزايد عدد القنوات الفضائية الإسلامية أمرا إيجابيا بالنظر إلى كون
هذه القنوات تعد بديلا عن قنوات الخلاعة و الفـــن الســوقي بالنسبة
للمشاهد الذي يريد أن ينأى بتفسه و بأفراد أسرته بعيدا عن هذا الوحل،
لابأس أن نطرح السؤال عن إيجابيات و سلبيات هذه القنوات المحافظة.
فمن
الإجابيات : لا أحد يمكنه أن ينكر الدور الكبير الذي تلعبه هذه القنوات قي
ميادين الدعوة إلى الله و التوعية الدينية في كل المجالات وكذا إتحاف
المشاهد ببرامج حوارية و وثائقية جد مفيدة. و لكن ما دام النقد الذاتي
يساعد على تخطي الأخطاء و الرقي بمستوى القناة الفضائية الإسلامية التي
نكن لها كل احترام ، دعونا نفتح مناقشة حول بعض سلبيات هذا التنوع .
إن
مجموعة من القنوات الفضائية الإسلامية تلجأ إلى إدراج – ضمن برامجها –
برنامج للفتوى ، و ذلك ربما لجلب أكبر عدد من المشاهدين ، ولكن ما قد
نلاحظه هو تباين الفتوى من قناة إلى أخرى ، بل قد
يصل الأمر إلى تباين الفتوى داخل القناة الواحدة من شيخ لآخر ، و هذا يربك
المشاهد في دينه بحيث لا يعرف أية فتوى يتبع. فمثلا بالنسبة لحجاب المرأة
هناك من يقول بأن كل جسم المرأة عورة ما عدا الوجه و الكفين وبالتالي فإن
المرأة مطالبة بستر كل جسمها ما عدا الوجه و الكفين . وهناك من يقول بأن
ستر المرأة لجسمها ما عدا الوجه و الكفين هو حجاب الفريضة و أن ستر المرأة
لكل جسمها هو حجاب الفضيلة .و هناك من ينكر على التي تظهر وجهها و كفيها و
لا يعتبر لباسها ذلك حجابا بل الحجاب عنده هو الخمار الذي يغطي كل جسم
المرأة. و كذلك الشأن بالنسبة لحلق اللحية عند للرجل ، فهناك من يعتبر ذلك
حرام و هو من تغيير خلق الله ، و هناك من يعتبر ذلك من خصوصيات الرجل فمن
شاء حلقها و من شاء تركها، و هناك من يعتبرها سنة من فعلها يؤجر و من
تركها لا يأثم. و بالنسبة لسماع الموسيقى هناك من يبيح المسيقى الهادئة
التي لا تصاحبها ضوضاء و يبيح استعمالها حتى مع الأناشيد الإسلامية ، و
هناك من يفتي بحرمتها جملة و تفصيلا و يعتبرها ضربا من الشيطان. و كذلك
الشأن بالنسبة للعبادات فمثلا صفة الصلاة ، فهناك من يقول هذه صفة صلاة
الرسول صلى الله عليه و سلم فمن حاد عنها فقد تبطل صلاته و يرفض الدخول في
أقوال المذاهب، و هناك من يعطي أكثر من صفة لصلاة الرسول صلى الله عليه و
سلم و يأتي على ذلك بأدلة من السنة النبوية الشريفة.
هذه
بعض مظاهر التضارب في الفتوى التي قد تجعل المشاهد في حيرة من عبادته ، و
غيرها كثير ، أطرحها أمام الإخوة زوار المدونة لمناقشتها وإغنائها و
الاستفادة جميعا.