أصبح فريق حرس الحدود "البطل الموعود" والجديد لكأس السوبر المحلي بعد التغلب علي الأهلي بهدفين نظيفين صعد بهما الي منصة التتويج.
حقق طارق العشري المدير الفني لحرس الحدود الفوز بكأس السوبر للمرة الأولي ليضيف ثاني بطولة للحرس بعد كأس مصر ولا عزاء للأهلي وللمدير الفني الجديد حسام البدري الذي كان يسعي لأول لقب له كمدير فني.
المباراة في مجملها جاءت متوسطة المستوي غلب عليها الطابع التكتيكي بين المدربين العشري والبدري وحاول كل منهما اظهار فكره في اللقاء.
تفوق حرس الحدود علي الأهلي بالفعل ليس بالنتيجة فقط ولكن باللعب أيضاً فبالرغم من أن استحواذ الأحمر علي الكرة كان أكثر لكن الحرس كان الأكثر ايجابية في الملعب والأحسن انتشارا والأفضل في اللياقة البدنية.
تأثر الأهلي بالطبع بطرد لاعبه المندفع أحمد السيد بعد مرور 36 دقيقة من الشوط الأول بعد أن تعدي علي أحمد عيد عبدالملك ولكنه ليس السبب الوحيد للخسارة وإنما هناك أسباب أخري أهمها اهتزاز الدفاع فالهدف الأول سجله الحرس بعد خمس دقائق والفريق الأحمر مكتمل الصفوف.
من أهم الأسباب بطء نقل الكرة في وسط الملعب وكثرة التمريرات الخاطئة من اينو وعاشور وعدم وجود تفاهم بين أبو تريكة ومحمد طلعت في الهجوم.
لم يكن محمد أبو تريكة موفقاً بالطبع والأرجح أنه افتقد لتركيزه بسبب العرض الاحترافي الخيالي الذي رفضه تحت ضغط الجماهير وأيضاً الأزمة التي تعرض لها قبل المباراة من جانب شركتي المحمول والمؤكد أنه تأثر بذلك سلباً لأنه من غير المعقول أن يهدر أبو تريكة أكثر من هدف وهو منفرد تقريباً بالمرمي.
هذا ليس حكماً بالفشل علي تجربة الأهلي والبدري الحالية وإنما تحليل لأخطاء فردية لأن تقييم هذه التجربة حالياً سيكون مبكراً جداً جداً حيث يجب التروي علي البدري لحين وضوح الرؤية بالنسبة لخطته في اللعب وأيضاً اكتمال صفوف الفريق.
في المقابل يستحق حرس الحدود كل الثناء بقيادة مديره الفني طارق العشري الذي لم يكن فوزه باللقب مفاجئاً بل متوقعاً مثله مثل الأهلي نظراً لتكافؤ الفرص بين الفريقين وإن لم تكن الأفضلية للحرس بسبب حفظ لاعبيه التام لطريقة 4/4/2 التي يعتبر الأهلي مبتدئاً فيها.
لعب طارق العشري علي وتيرة المفاجأة بالنسبة للبدري بعد أن لعب بأربعة لاعبين في خط الهجوم وهم أحمد عبدالغني وأحمد عيد عبدالملك وأحمد حسن مكي وعبدالسلام نجاح مما استوجب علي الأهلي أما يهاجم من علي الجانبين أو يجمدهما خوفاً من هذا الرباعي ونفذ الأهلي الأولي في أول 25 دقيقة من المباراة وكلفه ذلك هدفاً مبكراً.
يمتلك طارق العشري فريقاً رائعاً يضم مجموعة من الموهوبين ساعدوه كثيراً في أن يظهر فكره التدريبي ويبدأ في جني ثمار نجاحه بالحصول علي بطولتي كأس مصر ثم كأس السوبر.
إن كان الأبرز في فريق حرس الحدود الحارس كاميني الداهية الكاميرونية وبخلاف كونه أفضل حارس في الدوري المصري حالياً فهو يتمتع بذكاء ملعب يستخدمه في الوقت المناسب خاصة في اهدار الوقت واحباط حماس الأهلي.
مع كاميني يظهر أصحاب المواهب الكروية أو الحريفة بمعني أدق أحمد عيد عبدالملك الذي نجح أيضاً في استفزاز أحمد السيد وأجبره علي الخطأ الجسيم ليطرد من الملعب والقاطرة أحمد عبدالغني والماكر عبدالسلام نجاح والرائع محمد مكي.
تظهر بقية كتيبة حرس الحدود في أعمدة الفريق في الوسط محمد حليم الهاديء الواثق من نفسه ومحمد الهردة والخبرة المخضرم إسلام الشاطر وأحمد حسن مكي وأحمد عاصم وهاني سعيد وأحمد سعيد أوكا.
أما عن أحداث اللقاء فقد بدأ الشوط الأول سريعاً من جانب الأهلي الذي حاول البحث عن هدف مبكر لاراحة الأعصاب واللعب بهدوء دون تعجل.
ولكن جاءت الرياح بما لا تشته الأنفس لأن المبادرة التهديفية كانت من جانب حرس الحدود وبعد خمس دقائق فقط عن طريق اللاعب أحمد حسن مكي.
في كرة عرضية تلقاها عبدالسلام نجاح أمام الست ياردات مرر الكرة الي أحمد حسن مكي الذي حولها وظهره للمرمي في شباك أمير عبدالحميد معلنا عن تقدم فريقه بهدف للاشيء.
ينظم الأهلي صفوفه ويرتب أوراق هجومه بحثا عن ادراك التعادل ويمنح أبو تريكة هدية ذهبية الي هاني العجيزي الذي ينفرد بالمرمي ويتخطي كاميني ليصبح بمواجهة الشباك ولكن بدلاً من أن يضعها في المرمي الخالي يسدد في القائم وسط دهشة الجميع.
يسحب حسام البدري لاعبه هاني العجيزي ويدفع بالصاعد مصطفي شبيطة لتعديل الأوضاع داخل الفريق بعد طرد أحمد السيد ويلعب أحمد فتحي مدافعاً وينضم شبيطة لوسط الملعب وينتهي الشوط الأول بتقدم حرس الحدود 1/صفر.
يبدأ الشوط الثاني بتغيير للحررس الهدف منه زيادة الكثافة العددية من وسط الملعب بنزول أحمد سعيد أوكا المدافع بدلاً من أحمد حسن مكي المهاجم ويتقدم هاني سعيد لوسط الملعب بجوار حليم والهردة.
تشهد الدقائق العشر الأولي سيطرة أهلاوية بحثا عن هدف التعادل ويضغط الأهلي هجومياً ولكن دون فاعلية أكيدة بسبب ابتعاد ثنائي الهجوم محمد أبو تريكة ومحمد طلعت عن لاعبي الوسط ولم يتهدد المرمي إلا من كرة وحيدة من ضربة رأس للاعب محمد طلعت من عرضية أحمد علي أخرجها ببراعة الكاميروني كاميني لضربة ركنية لم تستغل من جانب الأهلي.
ترتد الكرة سريعاً من جانب الحرس وبثلاث تمريرات فقط يصل الحرس لمرمي الأهلي انتهت عند أحمد عبدالغني الذي يسدد من داخل المنطقة في شباك أمير عبدالحميد مسجلاً هدف التعزيز الثاني لتزداد الأمور صعوبة علي البدري وفريقه الذي يلعب ناقصاً بعشرة لاعبين فقط.
ينحصر اللعب في وسط الملعب بدون أي هجمات علي المرميين سوي محاولات بلا عنوان من جانب الأهلي لكن كلها تهدر أمام الحائط الدفاعي المنيع لحرس الحدود.
يمر الوقت وتقترب المباراة من الوصول الي النهاية ويتفنن لاعبو الحرس في اهدار الدقائق العشر المتبقية بعد أن اكتفوا بالهدفين فيعتمدون علي التمريرات في وسط الملعب وتقديم لمحات فنية مستغلين النقص العددي في صفوف الأهلي ومهارات الثلاثي أحمد عيد عبدالملك ومحمد مكي وعبدالسلام نجاح.
يحاول البدري تنشيط هجومه من خلال الدفع بلاعبه عبدالله فاروق علي حساب معتز اينو ويتقدم أحمد علي للأمام في الجهة اليمني.
وسط الاستحواذ الكروي يضيع هدف مؤكد للفريق من عرضية أحمد عيد عبدالملك الذي تمر كرته من أمام أحمد عبدالغني وأمير عبدالحميد ومحمد سمير.
يرد أحمد فتحي بتسديدة قوية من بتوع زمان في الوقت بدل الضائع ترتد من صدر كاميني ويضعها أبو تريكة في الشباك لكن يحتسبها الحكم تسلل.
قبل النهاية بثوان يسجل الأهلي هدفا لكن يلغيه حمدي شعبان أيضاً لتسلل محمد طلعت وينتهي اللقاء ويحقق الحرس أول لقب سوبر.
الخميس يوليو 23, 2009 5:33 am
